يا عمال ومضطهدي العالم اتحدوا!
من اجل الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين!
12.05.2016
بوريس هامرشلاغ
يوم استقلالهم هو يوم نكبتنا! اليوم نقف معا بذكرى الكارثة الرهيبة للشعب الفلسطيني التي حصلت في 1947-1948 حيث تم ذبح وطرد مائات الالاف من ابناء وبنات الشعب من وطنهم من اجل إقامة دولة عنصرية صهيونية مع اغلبية يهودية على اطلاله. في هذه السنة نكرس ذكرى النكبة لتضامن الفلسطينيين ، الاسرائيليين الديمقراطيين واصدقاء فلسطين في انحاء العالم (الذين يزيد عددهم يوميا) مع سكان النقب البدو وهم يهددون بمصادرة اراضيهم. هذا الهجوم هو استمرار مباشر للنكبة التاريخية ، النكبة المستمرة للشعب الفلسطيني.
في نفس الوقت تستمر عمليات التدمير وقتل الابرياء وسلب الاراضي ومنع الرزق وهدم البيوت وفوضى العصابات الفاشية للمستوطنين ومعاونيهم في الجيش والحصار على غزة والعمليات الاستفزازية في الاقصى ومحاولات طرد اعضاء الكنيست العرب واخراج الحركة الاسلامية عن القانون وسجن زعيمها والخ. كل هذا جزء من السياسة والخطة الواضحة من قبل الطبقة الحاكمة الصهيونية وهي تسير في الطريق المباشر إلى إقامة دولة ابارتهايد مكشوفة الوجه من النهر إلى البحر.
في مواجهة هذه الخطة يجب على الشعب الفلسطيني مع شركائه الاسرائيليين الديمقراطيين وحركات التضامن العالمية ان يضع ايضا سياسة وخطة واضحة لتنظيم جبهة نضال موحدة وقوية. بدون هذه الخطة ربما نقدر على انقاذ عدة قرى ، عدة بيوت ، عدة دونمات من الارض ، الافراج عن بعض السجناء ، ولكننا لن نستطيع من تحرير البلاد من سلطة الابارتهايد الصهيوني وطبعا لا نستطيع من تطبيق حق العودة. نتيجة انعدام خطة واضحة هي بوادر لانتفاضة ثالثة عند الشباب الفلسطيني فاقد الأمل تحاول منعها الزعامات السياسية التي تفضل التعاون مع قوات الامن الاسرائيلية.
طلب الشعب في اراضي 67 وكذلك في اراضي 48 الوحدة من زعمائه ، ليس بسبب عدم رؤيته اهمية الخلافات الايديولوجية الكبيرة بين الفصائل المختلفة ، بل لانه لا يريد ان يقاوم من جديد بدون قيادة تتمكن من ان تتحدث بٱسمة ونيابتا عنه لتقوده للنصر. خيبة الأمل واليأس من عدم حصول ذلك ، يخرج الشباب ، الشابات وحتى الاطفال إلى الشوارع وهم يهجمون على المواطنين الاسرائيليين والمستوطنين والجنود والشرطة وهم مسلحين غالبا بسكين او مقص. هؤلاء الشباب والشابات يعرفون جيدا انهم ممكن ان لا يعودوا احياء لعائلاتهم ولكنهم مستعدون للتضحية بحياتهم ليكون موتهم رسالة واضحة للعالم كله ان الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حريته.
اما الطبقة الحاكمة الصهيونية فهي تجد الكثير من التشجيع من عدم قدرة الفلسطينيين في صنع (حتى الان) انتفاضة جماهيرية منظمة وديمقراطية ولذلك تقوم بالهجمات ليس فقط ضد الفلسطينيين بل ضد اليسار الاسرائيلي ايضا الذي يقوم انصاره بمظاهرات احتجاجية ضد المجازر في غزة وكذلك ضد المنظمات الصهيونية اليسارية التي تريد فقط الحفاظ على دولة ذات الاغلبية اليهودية عبر التخلي عن اراضي الضفة الغربية. مع الكثير من ال”وقاحة” تحاول هذه المنظمات مثل “شوڤريم شتيكا” ان تكشف لعيون الشعب الاسرائيلي والعالم درجة الافلاس الاخلاقي التي وصل اليها الجيش الاسرائيلي في اطار القمع الوحشي لتطلعات الشعب لتحقيق الحرية الوطنية.
اذ في حين تمكن سلطات الاحتلال مؤقتا من تجنب الانتفاضة الشعبية فهو لم تجد الحل لانتفاضة الافراد وهي تقوم بعقوبات عشوائية جماعية التي ستصنع لاحقا الموجة القادمة من هجمات اليأس الفردية.
المستقبل ليس في الصهيونية او في الراسمالية
حينما لا تستطيع التيارات السائدة للحركة الصهيونية يمينا او يسارا من وضع اي جواب للاسرائيليين وهم يطلبون الحلول ويريدون الامن في الشوارع فيزداد تحرك الشعب الاسرائيلي بقوة يمينا. هذا الامر نراه جلياً في الاستطلاعات الاخيرة وهذا بسبب الطبيعة الكولونيالية – استيطانية للصراع.
في نفس الوقت يزداد ايضا عدد الاسرائيليين (رغم قلة عددهم) الذين يفهمون الدور المدمر لاسرائيل الصهيونية في المنطقة. هذا يطرح نفسه في شكل الخطوة الشجاعة والجيدة لفتح حزب التجمع الوطني الديمقراطي ابوابه امام النشطاء الاسرائيليين (بما في ذلك أنصار الرابطة الاشتراكية الاممية) ، مبادرة ال”شرقية المشتركة” التي تربط النشطاء اليهود الشرقيين مع القائمة المشتركة والخ.
وفي الطرف الفلسطيني فتواجه القيادتان السائدتان الراسماليتان (فتح الليبرالية-الجديدة التي تؤيد النضال الدبلوماسي وتحبس نشطاء المقاومة في الضفة، وحماس الاسلامية التي تؤيد النضال المسلح وتحبس نشطاء المقاومة في قطاع غزة) الصعوبة في اقناع الشعب بان طريقهما ستؤدي إلى أي شيء يشبه التحرير الوطني. وتكون النتيجة واضحة وهي الاستقطاب بين الاسلامية الداعشية من الطرف الواحد والحركة من اجل دولة ديمقراطية واحدة من الطرف الاخر.
نحن نقول منذ سنوات لاخوتنا واخواتنا الفلسطينيين إن السبب لخيبة املهم من قبل قياداتهم ليس في عدم الالتزام الفكري لحركة التحرير الوطني بل في ترابطها القوي بالطبقات الحاكمة الراسمالية في العالم العربي وأوروبا وأمريكا.
حتى الراسماليون الاكثر التزاما للتحرير الوطني يخشون جدا من النضال الديمقراطي الجماهيري للشعوب في الشرق الاوسط ، لانه اذا نجح فممكن ان سيستمر الجماهير فورا في نضال ضد القمع الاقتصادي والطبقي استنادا للخبرة المتراكمة اثناء النضال.
مع تطور النضال وتجربة الحياة يزداد عدد الفلسطينيين والعرب والاكراد والاتراك والايرانيين والخ الذين يفهمون ذلك بانفسهم وخاصة الشباب. كل ما يبقى لهم هو تنظيم أنفسهم لاخذ القيادة من هؤلاء القادة الغير قادرين على قيادة جبهة موحدة منتصرة ضد الكولونيالية والامبريالية.
النضال – فلسطيني ، الساحة – عالمية
منذ الاسابيع الاخيرة نرى كيف تقوى حركة المقاطعة ضد اسرائيل BDS وترهب الطبقة الحاكمة الصهيونية وممثليها في العالم بشدة. لذلك قامت عناصر صهيونية في العالم بمطاردة شعواء وغير مسبوقة ضد كل شخص يتضامن بشكل مكشوف مع الشعب الفلسطيني وحقه الشرعي بالمقاومة ضد الاحتلال والتمييز العنصري الاسرائيلي.
بين المطاردين اعضاء حزب العمل البريطاني ونشطاء المقاطعة في اوروبا وامريكا وحتى الثوري الشيوعي النمساوي ، ميخائيل پروبستينچ ، زعيم المنظمة العالمية التي نحن اعضاؤها RCIT. وفي حين ندعو جميع انصار الديمقراطية والعدالة والحرية ان يقاوموا حملة الاضطهاد السياسي ، فاننا نرى هذه الملاحقة دليلا باننا نسير بالاتجاه الصحيح.
النظام الراسمالي والامبريالية لهما مسؤولية للقمع في كل انحاء العالم. لذلك فقط التنظيم العالمي للعمال والمضطهدين يستطيع من القضاء عليهما وعلى اشكال القمع جميعا. نحن ، اعضاء الرابطة الاشتراكية الاممية ، نشارك في بناء هذا التنظيم – الاممية الخامسة!
يا عمال ومضطهدي العالم اتحدوا!
من اجل الدفاع عن حق جميع اللاجئين في العودة الى وطنهم!
من اجل اطلاق سراح جميع السجناء السياسيين الذين يكافحون من اجل حرية الشعب الفلسطيني!
الجواب الوحيد للهجمات الفاشية – اقامة لجان شعبية ديمقراطية للدفاع عن النفس!
من اجل دولة عمال متعددة الجنسيات من النهر الى البحر!
من اجل الفدرالية الاشتراكية للمشرق والمغرب!
انضموا الينا لبناء الاممية الخامسة!
للاتصال / انضمام: info@the-isleague.com